هذا الكتاب الذي تمّ تعريبه بمبادرة من بيت الحكمة يضمّ مقتطفات من مداخلات
«بالانديي » ومحاضرته واستجواباته، جمعها تحت عنوان «متحضرون، على ما
يقال ». ننطلق معه أوّلا من معالم تبيّن مسيرته المزدوجة، الحياتيّة والمعرفيّة في
خطوطها الكبرى. ثمّ يحدّثنا عن انغماسه في إفريقيا، فنكتشف سرّ رغبته الجامحة
في فهم التقلّبات التي مرّت بها القارّة السمراء. وكلّما تقدّمنا في فصول الكتاب تغيّر
تصوّرنا للسياسة، وانفتحت أمامنا آفاق بفضل تحليلاته الدقيقة للحداثة.
ويسلّط فيما بعد الأضواء على عصرنا الحاضر وما يتّسم به من توتّرات، فيستنبط
مفهوم «الفوحداثة » الذي ينطبق على بلدان مثل اليابان قفزت قفزة هائلة في ظرف
عشريّات قليلة.
وفي الكتاب تعليقات طريفة وتدقيقات وتنبّؤات عجيبة عقب هجمات 11 سبتمبر
2001 على الولايات المتحدة.