وضعت المحقّقة هذه المنظومة في إطارها التاريخيّ والثقافيّ وعرّفت بكاتبها
وبمحيطه الاجتماعيّ، فهو مثقّف من الطبقة الأرستقراطيّة الزاوية المقرّبة من
السلطة الأميريّة. وبعد تجميع المعلومات المختلفة، قامت المحقّقة بتصنيفها ورأت
أنّ المنظومة تتجاوز مجرّد تسجيل المعارك الدائرة بين قبيلتي أولاد ديمان وأولاد
أحمد بن دامان، وأنّها تبرز سلسلة أمراء الترارزة كاملة على مدى ما يزيد عن قرن
من الحكم. كما يمكّننا النصّ من معرفة كثير من أعلام النهضة الثقافيّة، ويخبرنا
أيضا عن الكوارث الطبيعيّة التي ضربت المنطقة. ولكن ينقصه جانب هامّ من تاريخ
الإمارة، هو علاقاتها مع الأوروبيّين ونشاطها العسكريّ الخارجي.