في هذا الكتيّب : «الأسرار الكمينة بأحوال الكينة كينة » يبدو حسين خوجة طبيبا
ناصحا وحكيما مجرّبا وصيدليّا ماهرا وعارفا حاذقا بأمور العلاج والوقاية والتغذية
الصحيّة السليمة وأساليب النقاهة. ولكن لابدّ من التنبيه إلى أنّ ركيزة كتيّبه هذا كان
رسالة أرسلها إليه الحكيم «أنسانو »، إذ يشير إليه دائما بقوله : «قال صاحب الأصل »
أو «قال مصنّفها »، مؤكدا أنّه اكتفى بإخراج الرسالة من «ضيق العجمة إلى فيحاء
العربيّة ». إلاّ أنّه في الواقع كان أقرب إلى الاقتباس والتصرّف منه إلى الترجمة الحرفيّة
للمصدر الذي اعتمده.
ولقد لقي هذا الكتيّب استحسانا من مثقّفي العصر، خاصّة أنّ البلاد كانت تعاني وقتها
)سنة 1726 ( من ويلات الوباء وأخطاره، كما دلّت على ذلك كثرة التقاريظ الموجّهة
إلى مؤلّفه حسين خوجة.