إنّ المتأمّل في هذه الرسائل يكتشف تفاصيل ضافية عن الظروف السياسيّة التي كتبت
وأرسلت فيها، وعن القضايا التي شغلت المصلحين التونسيّين، خصوصا مسألة الاقتراض
من الدول الأوروبية التي كبّلت الإيالة التونسيّة بالديون وأدّت إلى فقدانها حرّيتها
ووقوعها في قبضة الاستعمار. أمّا أسلوب الرسائل فهو قريب من لغة التخاطب الشائعة بين
المثقّفين في ذلك العصر، مع كثرة الألفاظ العاميّة والأجنبيّة والصيغ غير الفصيحة،
واحتفظ المحقّق بنصّها ولم ير فائدة في إصلاحها.