اختلفت المواقف التي اتخذها العلماء في عدّة أقطار من الشرق الأوسط من
القضيّتين المحوريّتين اللتين طبعتا الفترة المتراوحة من سنة 1873 إلى سنة 1915
وهما: الإصلاح العلماني وظهور الحركات الوطنيّة، وذلك تبعا لعدّة عوامل ظرفيّة
ومحليّة.
وفي خصوص العلماء التونسيّين في إطار هاتين القضيّتين، فإنّه يجدر التذكير
بأنّ أغلب الأعمال التي تناولت موضوعَيْ الإصلاحات المستوحاة من الغرب وبداية
الحركة الوطنية في تونس شدّدت على التطوّر السياسي والدستوري، وكثيرا ما
أهملت دور العلماء لأنّهم لم يساهموا إلاّ كعناصر ثانوية في أهمّ التيارات التاريخيّة.
وحتّى إن تعرّضت للعلماء، فهي تقدّمهم في شكل مجموعة موحّدة المعالم وتنسب
مواقف الأغلبيّة للجميع.