أصبحت فترة الحكم في تونس ( 1956-1987) جزءا من الماضي. إلا أن هذا الماضي لم يدرس دراسة تاريخية شاملة تعرف وتجمع وتفيد وتتجاوز"الشهادات" و"المذكرات" والمواقف السياسية الحزبية لقد آن الأوان لكي يقتحم المؤرخون هذا الماضي القريب والراهن منذ ثمانينات القرن العشرين. وتمثل دراسة د. الهادي التيمومي: تونس (1956-1987) في هذا المجال أول دراسة الجانب السياسي وإنما تجاوزاته إلى الجانبين الاقتصادي والثقافي. وإن دار محمد علي للنشر لسعيدة بإخراج هذا العمل مؤمنة مع المؤرخ الفرنسي الكبير فرنان بروديل أن علم التاريخ هو: "...العنصر الذي بدونه لا يمكن لأي وعي وطني أن يتشكل ، والوعي الوطني هو العنصر الذي بدونه لا يمكن لأية ثقافة طريفة أو أية حضارة حقيقية أن تتشكل..." (برودال:"في نحو الحضارات").