لقد أنصف عصرنا الحاضر هذا الجنس الأدبيّ وأبرز طرافته الخاصّة، إذ فيه يبرز
حوار نشيط مع المؤلّف الأصلي. إنّ شرح ابن رشد الذي يعتمد دوما على النصّ
المترجَم لا يستمدّ إذن قيمته فحسب من كونه محاولةً لفهم معمّق للفكر اليوناني
ولكن من خلال النقل المزدوج للمترجم )الذي يحتمل ألاّ يكون ابن رشد( وللشرح
العربيّ. وهو يسمح بمعاينة ذلك المجهود الشخصيّ المتأنّي لما يمكن تسميته اليوم
إعادة قراءة أرسطو، حيث ينكشف ابن رشد في قوّة فكره الملمّ أيضا بكامل الثقافة
العربيّة في عصره.